عجيب منك ـ مع فضلك ـ كيف غفلت عن الجمع بين الحديثين مع وضوح الأمر جدا بما لا يستدعي أن يطول القيل والقال خمس صفحات ؟؟!!
الحديث الذي ذكرته نص على أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يفعل ما أمره به النبي صلى الله عليه وآله ، والحديث الثاني أيضا أوضح أنه لم يفعل ، ولكن عدم الفعل لم يكن بسبب عصيانه لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بل إنه عليه السلام أخبر النبي صلى الله عليه وآله أن يده لا تطاوعه لمحو اسم النبوة ، وهذه المقولة منه لمعرفة ما إذا كان بإمكانه عليه السلام آلا يمحو اسم النبوة أم لا ، فكان جواب النبي صلى الله عليه وآله العملي إعفاءا له من هذا الفعل .
فهل يعد كل منصف هذا النحو عصيانا من علي عليه السلام للنبي صلى الله عليه وآله ؟
وهذا مثل أن تأمر ولدك بأمر يسوؤك ، لكنك مضطر إلى فعله ، فيبدي لك بسبب إجلاله وتعظيمه لك أنه إن كان هناك مجال لتركه تركه ، فلما رأيت منه ذلك أعفيته من فعله غير مستاء من تصرفه. فهل يعد هذا عاصيا لك ؟
ومما يدل على ما قلناه أن فعل علي عليه السلام لم يغضب النبي صلى الله عليه وآله ، ولم يبدر من النبي صلى الله عليه وآله ما يشعر بأنه استاء من فعل علي عليه السلام .
وهذا بخلاف الذين تركوا امتثال أمره صلى الله عليه وآله في كتابة الكتاب يوم الخميس ، فإنه صلى الله عليه وآله وبخهم وطردهم ، وهذا دليل واضح على أنهم عصوه ، وأن فعلهم لم يكن بغرض الإجلال له ، بل كان من أجل الاستخفاف بأمره .
وأود أن أسألك بمنطقك وبمنطق كل العقلاء : هل من ترك إحضار الكتاب له صلى الله عليه وآله في يوم الخميس يعد عاصيا له أو لا ؟؟