روى أحمد بن حنبل عن محمد الباقر أن علي بن الحسين كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة في كل بيت جماعة
وكانوا لا يعرفون من يأتيهم برزقهم حتى مات فانقطعت الأرزاق فعرفوا أنه هو ووجد مغسله على ظهرة بقعة سوداء من أثر الكيس الذي كان يحمله على ظهره.
يقول ابن عائشة : سمعت أهل المدينة يقولون ما فقدنا صدقة السر إلا بعد موت علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه
و قال محمد ابن إسحاق : كان الناس من اهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين معاشهم و مأكلهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كان يأتي ليلاً الى منازلهم فقد كان علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه يحمل جراب الخبز على ظهره في الليل ليتصدق به
وقف على علي بن الحسين رجل من أهل بيته فأسمعه و شتمه فلم يكلمه فلما انصرف قال لجلسائه قد سمعتم ما قال هذا الرجل و أنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا مني ردي عليه قال فقالوا له نفعل و لقد كنا نحب أن نقول له و نقول قال فأخذ نعليه و مشى و هو يقول ( و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين)
فعلمنا أنه لا يقول شيئا قال فخرج إلينا متوثبا للشر و هو لا يشك أنه إنما جاءه مكافيا له على بعض ما كان منه فقال له علي بن الحسين يا أخي إنك كنت قد وقفت علي آنفا و قلت و قلت فإن كنت قد قلت ما في فأنا أستغفر الله منه و إن كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك قال فقبل الرجل بين عينيه و قال بل قلت فيك ما ليس فيك و أنا أحق به.